كارول سماحة

أخبار العرب : نادية حميدة: كارول سماحة التي أشرقت في عالم الغناء صباح الألف الثالث ثم تحولت فيه جذرياً لكن بشكل مقنع إلى الأغنية العاطفية لتنضم إلى عدد قليل من المطربات ذات الحضور الراقي والأداء المتزن في عالم الأغنية العربية، حتى ذهب البعض لوضعها في مصاف ماجدة الرومي، أي في قائمة الفن الذي تحكمه مجموعة من المبادئ ويحمل رسالة واضحة المعالم، وقد لمعت كارول بحضورها المثقف فهي أشبه بثورة انقلابية، سرها في الفن يحمل على الدوام التغيير والانطلاق نحو الحرية وفي الكون اللامحدود، ليبقى الغناء معها صوتاً لكل الأسرار وحلم الكبار والصغار، كارول سماحة مغنية وممثلة حاصلة على درجة الماجستير في التمثيل والإخراج، كانت معرفتها بمنصور الرحباني نقطة تحول في حياتها حيث تحولت من الدراما إلى المسرح الغنائي. (أخبار العرب) التقت كارول في أبوظبي بعد أن أحيت ليلة من أروع الليالي بالمجمع الثقافي بأبوظبي، وذلك ضمن مشاركتها في مسابقة ’’أمير الشعراء’’ وكان لنا معها الحوار التالي، وقبل البدء بادرت الفنانة الراقية كارول سماحة بالتحية قائلة ’’سعدت جداً بتفاعل الجمهور على مسرح الظفرة بأبوظبي حيث كانت ليلة من اسعد الليالي التي أحييتها’’.

* ماذا تعني لك استضافتك لبرنامج كبير مثل ’’أمير الشعراء’’ لاحياء إحدى سهراته؟ - بالطبع ’’أمير الشعراء’’ برنامج كبير بمحتواه الفني والأدبي ويسعى دوما إلى اختيار نخبة من أهم الفنانين في العالم العربي لاحياء سهراته، وسعيدة بإحياء إحدى سهرات البرنامج و أود أن أشكر حكومة أبوظبي وهيئة التراث والثقافة لهذه المبادرة التي أنجزت برنامجي ’’أمير الشعراء’’ أو ’’شاعر المليون’’ فهما برامج تلقي بأضوائها على الشعر واكتشاف المواهب الشعرية في الوطن العربي خاصة وان الجيل الجديد نادراً ما يهتم بالشعر والأدب.

* ماذا عن كارول سماحة والسينما، فقد خضت التجربة المسرحية و مع كبار المسرحيين الغنائيين في لبنان والعالم العربي ’’الرحابنة؟ - السينما حاليا مؤجلة بالنسبة لي وقد سبق ان عرضت علي سيناريوهات ولكن يبقى موضوع السينما مؤجلاً وكل تركيزي حاليا على العمل الغنائي و إنشاء الله سوف يصدر لي ألبوم بشهر نوفمبر يحمل عنوان ’’حدودي في السماء’’ وهذا العنوان مستوحى من إحدى أغنيات الفنان مروان خوري، وهو البوم منوع ما بين اللبناني والمصري والخليجي، إذ يحمل أغنية خليجية مميزة جدا أحببتها جدا لأنها تشبه شخصيتي كثيرا وأهديها للجمهور الإماراتي خاصة والخليجي عامة.

*أنت خريجة مسرح وبداياتك المسرحية كانت مع عمالقة المسرح الغنائي وهم الرحابنة وكانت ’’زنوبيا’’ اَخر أعمالك مع الراحل منصور الرحباني، لكن بعد رحيله ألن نرى كارول ثانية على خشبة المسرح؟ - لا شك أن منصور الرحباني كان أباً روحياً ومن اَل الرحباني انطلقت، منصور الرحباني كان عميقاً بوجدانه وكريماً بعطاءاته، وقد كان (زنوبيا) اَخر عملي لي منذ سنتين وقبل رحيله والحقيقة الاَن تركيزي على مسيرتي الغنائية وألبوماتي ولا اخطط لخوض التجربة المسرحية من جديد، لكن من المؤكد أنني لا أطيق بُعداً عن مسرح الرحابنة وقد تكون عودتي للمسرح بعد سنتين.

* هل تعتبرين نفسك فنانة شاملة بعد أن خضت جميع أنواع الفنون؟ - أنا انسانة احمل أهدافا واضحة واعتبر نفسي مسكونة بالفن وغايتي تقديم أعمال جيدة.

* قمتي بغناء كل الألوان وتعتمدين كافة أنواع الموسيقى هل أنت فنانة دون هوية فنية أم أن هذا التنوع حملك هوية خاصة بك؟ انا لا احمل نمطا واحدا هذا صحيح، إنما هذا لا يعني أنني دون هوية فنية خاصة، فأنا املك شخصية و صوتا يطبع الأغاني بأي لون، أنا فقط منفتحة على جميع الألوان والأشكال الفنية والسينما والمسرح. فالفن حرية ولا أستطيع أن اسجن نفسي في خانة واحدة وبلون واحد واليوم هويتي واضحة وتعبر عن جميع الأشكال الحياتية.

* هل يمكن القول إنك تحاولين اتخاذ نفس اتجاه الفنانة ماجدة الرومي؟ - السيدة ماجدة الرومي من عمالقة الفن (الأصيل الصادق) ليس في لبنان فحسب وإنما في العالم العربي وعلى مر العقود لكنني أرى أن لكل إنسان شخصيته المختلفة عن الاَخر وما يهمني أن أكون فنانة مناسبة لعصري وأن تكون أغنياتي معبرة عن جيلي، واهتماماته والموضوعات الشبابية وذلك في إطار فني محترم.

* تعاملت من خلال تصوير ’’الكليبات’’ مع أهم المخرجين أمثال طوني قهوجي، نادين لبكي، سليم الترك وكارولين لبكي. من خدم كارول أكثر من حيث الصورة؟ - المخرجين الذين تعاملت معهم يظهر كارول بشخصية ما وكان ناجحاً، لكن من أروع ’’الكليبات’’ التي نالت إعجابي ’’صباح الألف الثالث’’. وأنا أشكر طوني على هذا العمل لأنه فعلاً لا يقارن بأي ’’كليب’’ اَخر، وقد خدمني وسيبقى للتأريخ. أما كارولين لبكي فقد أظهرت إمكانات كارول التمثيلية ودخلت من خلالها على العالم العربي بطريقة راقية. مع سليم الترك كانت التجربة سريعة وضمن الإمكانات، ولكن فيما بعد ستجمعني به أعمال أخرى. أما بالنسبة لتيري فيرجنس فأنا سعيدة جداً لتعاوني معه، لأن إيقاعه في العمل سريع ويستطيع أن يجسّد أحلامي وأن ينهي أهم ’’كليب’’ بيوم واحد، وهو من أكثر المخرجين الذين أنسجم بالعمل معهم حالياً.

* ما رأيك في ظاهرة العُري التي أصبحت لبنان تصدرها إلى العالم العربي؟ - لاشك أن لبنان أخذت فترة كانت فيها المحرك الأساسي لهذا الموضوع وقد ساعدها في ذلك المحطات الفضائية مما ساعدهم - العرايا - على الانتشار، وأنا أؤيد كلامك لكشن لبنان ليست كلها عُرى فقط فهناك أشخاص موهوبون يبحثون عن فرصة للظهور بشكل محترم، كما أن لبنان أخذت تلك الموضة من الدول الأوروبية.

*ألا ترين أن تلك الظاهرة أساءت لصورة بلادك؟ - نعم ولكن صورة البلد ليست مرتبطة بشكل قوى بالفئة تلك فصورة البلد محفورة في أذهان الجميع وتاريخها معروف وليس معنى رؤيتي لشخصي عاطل أن كل الأشخاص عاطلون فالمشكلة عند المشاهد وليس البلد.

* متى تقولين كفى لأضواء الشهرة تيمّناً بأغنيتك الشهيرة ’’أضواء الشهرة’’؟ - من الصعب جداً على الفنان بعد دخوله دائرة الشهرة والتقرّب من عدد كبير من الجمهور أن يخرج منها، وأكبر مثال على ذلك المطربة صباح فما ما زالت مستمرّة بعطائها ووجودها لأنها ما زالت قادرة على العطاء. فأنا انسانة احمل أهدافا واضحة واعتبر نفسي مسكونة بالفن وغايتي تقديم أعمال جيدة.

* لمن تقولين ’’اسمعني شو بدي قول’’ تيمّناً بأغنيتك التي تحمل هذا العنوان؟ - أقولها لكل إنسان لا يريد أن يسمع ويرى الواقع، أطلب منه أن يفتح أذنيه وعينيه ويرى الحقيقة على طبيعتها ويتقبّلها.

* على من أقفلت كارول الستارة؟ - على كل شخص لا ينوي الخير ونفسيته شريرة.

* كلمة ختام كارول ؟ ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، أود أن أتقدم للشعبين العربي والإسلامي كل عام وانتم بخير ورمضان مبارك وانشاء الله يكون للجميع. عيد سعيد ويحمل السلام